دعاة الطاولة المستديرة ... يومية باكلة جديدة

كل يوم باكلة جديدة ) كما هو شائع في مدينة الحلة ,,عندما تكثر الأفكار ويطول الحديث عن مشكلة او معضلة ما فتبدأ الاقاويل ويكثر المتطفلين والفضولية فتبدأ القرائح بالتفتق وكل يدلوا بدلوه ويعطي فكرة غرضه يريد حل للمشكلة والبعض الاخر يستهويه ان تبقى تلك المشكلة عالقة ولا تحل ليصبح ويمسي يقتل وقته ويشبع بطنه لكن كل هذه التداعيات تقع على راس صاحب المشكلة الذي يقع بين حانة العظامة وبين مانة المتطفلين المتصيدين في ماء تلك المشكلة العكر وهو يدفع من جهده وأعصابه وماله وهؤلاء يشمتون به ...الحق هذا ما يمر به العراق اليوم الإخوان فازوا بالانتخابات ويستلمون رواتبهم كاملة وهم بسفر دائم تارة لمصر ومرة للأردن واخرى لسراييفوا ومرة لأيران ولتركيا ولسوريا والسعودية بطائرات حديثة ومضيفات اخر موديل وفنادق وليالي وأجواء وطقس جميل وليذهب العراقيين الى جحيم العراق وإرهابه يجوب هؤلاء حلالين المشاكل تلك الدول غير آبهين بالشعب العراقي يأملون ان يجدوا حلا في تلك الدول مع علمهم ان الحل قد وجده العراقي في تلك الانتخابات وسلم لهم الأمانة وقال له انتم من يقود العراق ولم يكتب العراقيين ولم يجدوا أيضا فقرة على ورقة الانتخابات تقول لهم من يفوز ليذهب الى الدول المجاورة ليجد الحل بل وضعت الورقة في الصندوق وقلوب العراقيين تنطق معها (مشكولة ذمته الما يشوف العراق ) ..

(كل يوم باكلة جديدة ) صحيح ان الباقلاء عند البعض لا تطبخ الا بنوع واحد من الطبخ ألا وهو الحمس ووضع تلك الحبيبات في قدر فيه ماء ومن ثم يغلي الماء لتصبح الاكلة المعروفة لكن في مدينة الحلة الامر مختلف وهناك الكثير من الاكلات تصنع من تلك الباقلاء مرة بالدهن والبيض صباحا ومرة (مركة باقلاء ) وعندما تنزل اول مرة وهي طازجة تدخل تلك الباقلاء بأكلات شهية وجميلة

فأهل الحلة كل يوم لديهم باقلة جديدة وبما ان الباقلاء رخيصة وتزرع بكثره في مدينة بابل فالفقير يستطيع شراءها والتمتع بها وسد رمقه من الجوع ولا يستطيع اكل اللحوم الحمراء ولا البيضاء ولا الزرقاء ولا اللحوم البضة التي تهتز بجمال الأرداف كما هو حال المتمتعين بها في الفنادق والبيوت السرية والمسافرين من الاخوة قادة الكتل العراقية التي لايأكلون الباقلاء لكنهم يوميا يسمعونا جنجلوتية باقلائية جديدة ..

قبل فترة ظهرت لنا حرب الاوراق والفقرات فكل كتلة صارت تقدم ورقة وتضع فيها ماتراه مناسبا وانتهت تلك الحرب بعد ان أكلت منا أيام وأشهر من الوقت واستنفذت الصبر واليوم تظهر لنا حرب الطاولات المستديرة ولكن هذه المرة بعد سبعة اشهر تذكر الاخوان الكرد ومن قبلهم المجلس الأعلى ان الطاولة المستديرة هي الحل اي ان الجميع يجلس على هذه الطاولة والجميع متساوون في كل شيء والرفض قادم وات من الكتل الكبيرة فمن غير المعقول تجلس العراقية مع التوافق او القانون مع وحدة العراق وتتساوى في القرار وكل منهما قد تجاوزت التسعين مقعدا وتلك القوائم لم تحصل الا على خمس مقاعد وهكذا يبدوا ان الطاولة المستديرة لا تتكأ على سيقان كافية ليجلس عليها الفر قاء وتذهب هذه الأكلة الباقلائية بعد ان ترفض من الكتل الكبيرة ولتجلس الكتل الصغيرة وتشكل الحكومة على مزاجها بعد ان تتوحد وتعرف إنها لا تستطيع ان تجمع 163 مقعدا لتظهر لنا أكلة جديدة ينادي بها صاحب كتلة في مكان ما سواء من اربيل او من عمان او من دمشق لينادي الفائزين عليها وبما ان السادة اتخمتهم الاكلات الفرنسية في المطاعن الراقية فلا يلبون الدعوى لتلك الاكلة لأنها ليس فيها رائحة تجذب الانوف وتحرك المعدة والمصران وتمضي الايام تليها الاشهر وتظهر لنا اكلة جديدة حتى لو عاد الاخوة لأوراقهم ومقترحاتهم وطاولاتهم المستديرة او المربعة لا يهم وقتهم شيء ولا يهمهم من العراقيين شيء ايضا فهم في غفلة من امرهم بل لعلهم يتقصدون ايذاء الناس او الإيغال في إيذائهم وهم يعملون على أجندات ربما اكبر من إحجامهم وينفذون اوامر الغير وليس العراقيين ... البعض من تلك الكتل قد بدا بقتل الناس فعلا وهو حتى لايعرف كيف يعمل في ضل ظروف مثل هذه التي نعيشها فهو يضع قدم هنا واخرى في مكان اخر ولا يصرح بما يريد وليس له مطالب معينة يعلنها بل همه الأوحد هو تحطيم العملية برمتها وهذا مايحصل بوضوح مع قادة المجلس الأعلى والفضيلة فهم مع التحالف ويتفاوضون مع العراقية وعندما يسألون مع من انتم يقولون مع التحالف وهل تتفاوضون مع العراقية باسم التحالف ياتي الجواب نحن نريد الجميع الجلوس على طاولة مستديرة والجميع يشترك بالحكومة وكأنهم نصبوا أنفسهم عرابي العملية السياسية قدم هنا وعين هناك (اوين ماتوكف حل اجلاله) وطاولة مستديرة تعني تساوي (الكرعة وام ازلوف) ومع هذا نتمنى ان يجلسون على تلك الطاولة ولكن نعرف ان هذا يعني استهلاك للوقت وقتل لمشاعر الناس ,,طاولة مستديرة وأوراق ومقترحات وآراء واليوم مضت سبع أشهر ولعل الإخوة القادة يعتقدون ان الايام غير مهمة وبعضهم يدعي تشكيل حكومة جيدة بوقت طويل أفضل من تشكيل حكومة ضعيفة اين الضعيفة واين القوية فالعراق اليوم ضعيف وابناءه قتلهم الجوع والحزن والفقر والإرهاب والأرقام تتهاوى في المنظمات العالمية بخطوط الفقر والارامل والامن والخدمات ..

الله كريم ايكولون هل أيام اكو دعوة من السيد لبرزاني على طاولة مستديرة والأيام مومهمة باجر جاي .